الرئيس: الأستاذ عادل حمدي.
المقرّر: الأستاذ بسّام السيّالة.
المداخلة الأولى : “مدرسة الفرصة الثانية بين الأهداف النظامية و تمثلات العائدين”.
المتدخّل: الأستاذ شهاب اليحياوي أستاذ مساعد للتعليم العالي و عضو وحدة البحث : توارث، التقالات.
نظرا لغياب المتدخّل الأستاذ شهاب اليحياوي، قررت رئاسة الجلسة تحويل المدة الزمنية المخصصة للمداخلة إلى حلقة حوار مع الحضور حول “مدرسة الفرصة الثانية”.
استهل الجلسة الرئيس الأستاذ عـــادل حمدي الحوار بمداخلة تمحورت حول مقتضيات ودواعي وجود “مدرسة الفرصة الثّـــانية” حيث أكّد على أن الانقطاع المدرسي سبب للضياع إن لم تقع الإحاطة بهذا التلميذ كما أكّد على أنّه لا يوجد تلميذ فاشل بل إنّ كل تلميذ صالح في مكان ما.
وإذا ما كان التلميذ فاشلا فإن السّبب هو البيئة العائليّة أو الاجتماعيّة و بالتالي يكون التلميذ الفاشل نتيجة و ليس سببا بل إن فشل التلميذ هو فشل للمنظومة التربوية و التكويني و بالتالي هو فشل مجتمعي يجعل التّلميذ عرضة للانحراف و كلّما زاد التلميذ مستوى دراسيّا ابتعد عن خطر الانحراف.
كما أكّد على وجوب التعامل الإيجابي لضمان استمرارية التجربة مع وجوب متابعة الحالات.
و بعد مداخلة رئيس الجلسة، وقع المرور إلى تقديم المشاركين و الحضور بالورشة و مررنا إلى بعض التدخلات و الملاحظات حيث تم تثمين تجربة “مدرسة الفرصة الثانية” و اعتبارها مكسبا يستحسن التمسك به و العمل على أن تكون مقاربة إيجــــابيّة كما تم التأكيد على وجوب التفاعل بين الأخصّـــــائي الاجتماعي و الأخصّائي النفسي لتحديد مكامن الخلل و النقائص لدى المنقطعين عن الدراسة قبل توجيههم لـ “مدرسة الفرصة الثّــــــانية” و التي اعتبرها بعض المتدخلين فرصة بدون ضغوطات و هي فرصة للتلميذ و المدرّس و العائلة و سلطة القراركما وقع التّطرّق إلى مسألة التّوجيه المدرسي الذي يقتضي ضرورة التّحرّي للتقليص من عدد المنقطعين و ترغيب التلاميذ في “مدرسة الفرصة الأولى”. كما اعتبر متدخلون آخرون أن “مدرسة الفرصة الثّــــــانية” حيث أنها لا تستوعب العدد المرتفع جدّا من المنقطعين.
المداحلة الثانية: عرض لتجربة مدرسة الفرصة الثانية في تونس.
المتدخّلة: السيّدة نعيمة السبلاوي مندوب التّربية بولاية منّوبة ومديرة سابقة لـ”مدرسة الفرصة الثّــــــانية”.
استهلّت المتدخّلة مداخلتها بتقديم بسطة عن “مدرسة الفرصة الثّــــــانية” من الناحية الإداريّة و الواقعيّة من حيث مقرّها بباب الخضراء بتونس و الذي كان مقرّا للمدرسة الإعداديّة التقنيّة و الذي وقع إعادة تهيئته، و تاريخ انطلاق المشروع بقرار حكومي سنة 2018 تحت إشراف وزارات ثلاث (وزارة التربية و وزارة الشّؤون الاجتماعيّة و وزارة التّكوين المهني) و ابتدأ العمل بالمدرسة فعليا سنة 2021 بعد جائحة الكوفيد.
يضم إطار “مدرسة الفرصة الثّــــــانية”معلّمين و أساتذة و أخصّائيين من الشّؤون الاجتماعيّة و التّكوين المهني.
تمكّن “مدرسة الفرصة الثّــــــانية” التّلاميذ المنقطعين و المتراوح سنّهم بين 12 و 18 سنة من الدّراسة أو الالتحاق بالتّكوين المهني و ذلك بالتسجيل عبر المنظومة أو حضوريّا ثمّ يقع استدعاء المترشحين لمحادثة مع أخصّائيّين نفسيّين و اجتماعيّين و تربويّين و إثر المحادثة تتّضح أسباب الانقطاع و ذلك بعد التّنسيق مع المندوبيّات الجهويّة للتّربية لتحديد قائمات المنقطعين.
و بعد المحادثات في مرحلة الإحاطة مع المنقطعين عن أسباب الانقطاع و تحديدها، يقع تقسيمهم لأفواج تهتمّ بالمهارات الحياتيّة و ادماجهم ضمن ورشات للّغات و الرّياضيّات و الاعلاميّة و التّكنولوجيا.
و تتنوّع المسارات في “مدرسة الفرصة الثّــــــانية” في فترة الادماج إلى:
- العودة للدراسة
- التّكوين المهني
- التّدريب المهني.
وفي فترة الادماج لا يتجاوز عدد المنتفعين 15 منتفع، كما يتمّ في هذه الفترة التّنسيق مع الجمعيّات و الطّلبة لإنجاز أنشطة متنوّعة و نواد.
كما يتم التّنسيق و التّعامل مع جمعيّات من المجتمع المدني في المهارات النّفسيّة و مع جمعيّات رياضيّة لتنشيط و إنجاز أنشطة رياضيّة بالمدرسة.
كما يقع الإحاطة بذوي الإعاقة و الذين يعانون من صعوبات حيث يقع إدماج بعضهم مع البقية و البعض الآخر يدرس لوحده.
كما تقوم “مدرسة الفرصة الثّــــــانية” بالمشاركة في العديد من التّظاهرات مع الاعداديّة التّقنيّة و الاتّحاد التّنسي للتجارة و الصناعة ( UTICA ) و زيارات ميدانيّة لبعض الشّركات داخل الجمهوريّة قصد إعداد المنتفعين للحياة المهنيّة.
و يكون تمويل “مدرسة الفرصة الثّــــــانية”تمويلا عموميّا من وزارة التّربية.
و من بين البرامج التأهيليّة لـ”مدرسة الفرصة الثّــــــانية”، برنامج “انطلق” و يمتد التكوين في هذا البرنامج من شهر إلى تسعة أشهر و يهدف إلى الاعتناء بالمهارات وتطويرها لتدارك النّقص عند المنتفعين كلّ حسب مؤهّلاته و قدراته.
يتوجّه %75 من المنتفعين و المرسّمين بــ”مدرسة الفرصة الثّــــــانية” إلى التّكوين المهني.
و بعد عرض السيدة نعيمة السبلاوي، تمّ المرور إلى النّقاش و تمحورت أهمّ التّدخّلات في النّقاط التّالية:
- علاقة الواقع الاجتماعي و تسببه في الانقطاع المدرسي.
- التطرّق و التساؤل حول الانقطاع المدرسي لفئة ما فوق 18 سنة و هل وقع التفكير في معالجة وضعيّتهم.
- برامج التّعليم في المرحلة الابتدائية من شأنها الرّفع في نسبة الانقطاع في المرحلة الإعدادية.
- إثارة مسألة إطار التّدريس في الابتدائي بكونه عير مختص و مدى تأثيره على رغبة التّلميذ في التّعلّم.
و في إطار ردود صاحبة المداخلة على تساؤلا المشاركين، أكّدت على أنّ دور “مدرسة الفرصة الثّــــــانية” هو مواجهة مشاكل الانقطاع المدرسي كما أكّدت على ضرورة بعث و إحداث مدارس أخرى للفرصة الثّانية ببقيّة الجهات. كما لاحظت ضرورة الاعتناء بالرّياضيّت في “مدرسة الفرصة الثّــــــانية”و اعتبرته مشغلا هامّا وجب العمل على تدعيمه.
المداخلة الثالثة: “نموذج الفرصة الثانية : المقاربة الاجتماعية”.
المتدخّل: السيّد الطـاهر بن حسين رئيس مصلحة تطوير برامج الرّعاية و الادماج الاجتماعي بالهيئة العامّة للنّهوض الاجتماعي
استهلّ المتدخّل مداخلته بتقديم بسطة حول آليّات التّعهّد و و الإحاطة بفئة المنقطعين عن الدّراسة حيث توفّر وزارة الشّؤون الاجتماعية برنامجا للتأهيل التّربوي للأطفال و استراتيجيّة للتّعلّم مدى الحياة و ذلك عبر مؤسّسات الدّفاع و الادماج الاجتماعي.
و تشمل خطّة الدّفاع الاجتماعي الأطفال بمختلف أصنافهم و خاصة الأطفال الذين يعانون عدم التكيّف الدّراسي النّاتج عن عدم التكّيف و الاضطراب الأسري و ذلك عبر مرافقة نفسيّة اجتماعيّة تعليميّة بهدف اكسابهم مهارات حياتية و ذلك في إطار منظومة حقوق الانسان و حقوق الطّفل.
كل ذلك قصد إعادة ادماجهم اجتماعيا من خلال جملة من الأنشطة في إطار ورشات يكون فيها الطفل فاعلا و ليس مجرّد متلقّ و ذلك في دورات تدوم عشرة أشهر تمتد من شهر سبتمبر إلى شهر جوان.
و يكون التقييم بواسطة حقيبة بيداغوجية تضم عدّة مهارات.
و تمرّ المرافقة البسيكولوجيّة السّوسيولوجيّة التربويّة بعدة مراحل :
- مرحلة تقييم الاحتياجات.
- برنامج فردي للطفل/للعائلة
- التّكفّل متعدّد الاختصاصات.
- متابعة و تقييم تطوّر الطّفل.
- ادماج سوسيومهني.
كما تطرّق المتدخّل للاستراتيجية الجديدة المعتمدة من طرف وزارة الشّؤون الاجتماعية و التي ترتكز على مقاربة “التّعلّم مدى الحياة” باعتماد مقاربة تشاركيّة تنمويّة و تعمل على ادماج المنتفعين ببرامج التّنمية المحلّية و الجهوية و ينتفع بهذا البرنامج عدّة فئات منهم النّساء الأمّيّات و الأشخاص الحركيين و الأطفال و الشّباب المنقطعين عن الدراسة و الأشخاص من الأوساط الرّيفيّة و يهدف هذا البرنامج إلى مقاومة الفشل المدرسي و تنمية “مدرسة الفرصة الثّــــــانية” و العمل على إيجاد جسور نحو التدريب و التّكوين المهني.
و بعد عرض السيدالطاهر بن حسين، تمّ المرور إلى النّقاش و تمحورت أهمّ التّدخّلات في النّقاط التّالية:
- التساؤل حول الفئات التي عجزت المدرسة عن احتضانها و التي تعاني من مشاكل نفسية اجتماعية عائلية .
- ضرورة عرض مؤشرات النجاح في الادماج المهني والاجتماعي.
- التركيز على حماية الأطفال من التّشرّد.
- تثمين وجود “مدرسة الفرصة الثّــــــانية”لأنه مهما قمنا بإصلاحات فالتسرّب المدرسي لن ينتهي.
- اقتراح تصنيف التلاميذ حسب احتياجاتهم.
و في إطار ردود صاحب المداخلة على تساؤلا المشاركين، أكّد على أنّ احداث هذه المراكز جاء استجابة و تلبية لوجود احتياج لها لاستيعاب المنقطعين و المهددين بالتشرّد و استمرارية هذه المراكز و تطويرها يتطلّب اعتمادات كبيرة كما أكّد على ضرورة انتداب مختصّين و بخصوص استراتيجية “التعلّم مدى الحياة” فإن وزارة الشّؤون الاجتماعية بصدد العمل على تدعيمه كما أن الوزارة لا تشتغل بمفردها بل هي تعمل بالتنسيق و الشراكة بين ثلاث وزارات كما أن لها شراكات مع العديد من جمعيات المجتمع المدني.
التوصيات:
– العمل على أن تكون الفرص متعدّدة و لا نكتفي بالفرصة الثّنية.
– اقتراح تغيير التّسمية من “مدرسة الفرصة الثّانية” إلى “مدرسة الفرص”.
– ضرورة تعميم “مدرسة الفرصة الثّانية” على بقيّة الجهات.
– احداث مبيتات بـ”مدرسة الفرصة الثّانية”.
– تمتيع منتفعي “مدرسة الفرصة الثّانية” بكل الحقوق التي يتمتّع بها تلميذ المدارس العمومية على غرار التأمين ضد الحوادث المدرسيّة.
– ضرورة ادراج المواد الفنّيّة و التّربية البدنية ضمن برامج “مدرسة الفرصة الثّانية”.
– العمل على تمتيع جميع أصناف ذوي الإعاقة بفرصة ضمن “مدرسة الفرصة الثّانية”.