الرئيس: الأستاد الجامعيّ كمال بالهادي.
المقرّر: المهدي زايد.
المداخلة الأولى: الانقطاع المدرسيّ: “كيف يمكن استنفاذ فعل التعلّم من عطالة الحتميّات”
المتدخّل: الدكتور مراد البهلول.
تمحورت المحاضرة وما تلاها من نقاشات على تطارح سؤال مركزيّ: “هل ستظلّ مجابهة الانقطاع المدرسيّ مجرّد استدراك لمدرسة انتقائيّة بارعة في صناعة الفشل؟ وهل ستظلّ مجابهة الانقطاع المدرسيّ مجرّد وهم؟
وانطلاقا من ذلك تمّ توجيه التّفكير إلى أربع نقاط رئيسّية هي:
- التّوجّه التكنوقراطيّ.
- التوجّه الاجتماعيّ.
- الإنصاف التّربويّ.
- التّربية مدى الحياة.
وقد توصّل المشاركات والمشاركون إلى أنّ الانقطاع صناعة يتمّ انتاجها من خلال أربع عوامل:
- السياسات التربويّة المتّبعة.
- المحتويات وهندسة المضامين.
- مسارات التّعلّم والتّعليم.
- التّقييم المدرسيّ وآلياته.
لتخلص الورشة في نهايتها إلى جملة من التّوصيات تركّزت أساسا على:
- اعتبار مسألة التّربية والتّعليم مسألة اجتماعيّة حيويّة لا مجرّد شعار مرفوع,
- ضرورة مجابهة الانقطاع المدرسيّ بخيارات بيداغوجيّة متحرّكة وبطرح براديقم جديد للتعلّم وهندسة المحتويات.
- اعتماد مسارات صلب المنظومة التّربويّة لتفادي تأثير تغييبها الراهن في نجاعة هذه المنظومة كالمسار التّقني أو المسار المهنيّ مثلا.
- التّركيز على معالجة خلل منظومة التّقييم الرّاهنة وما أحدثته من فوارق.
المداخلة الثّانية: “الانقطاع المدرسيّ: الظواهر المرئيّة والتداعيات اللامرئيّة”
المتدخّل:الأستاذ محرز الدّريسي مستشار عامّ خبير في الحياة المدرسيّة.
انطلق المحاضر من سرد رقميّ حول نسب الانقطاع والرّسوب في مراحل التعليم المختلفة (ابتدائي / إعدادي / ثانويّ) ثمّ تطرّق بعد ذلك إلى جملة من الأفكار الرئيسيّة على غرار:
- ضرورة قيام المدرسة التّونسيّة على مبدإ العدالة والإنصاف من خلال تقليل الفوارق الاجتماعيّة بين التّلاميذ.
- لا يمكن أن يكون التّعاطي مع ظاهرة الانقطاع المدرسيّ من خارج المؤسسة التربويّة فقط بل لا بدّ من التّركيز على التّصرّف الدّاخليّ على غرار البرامج والأنشطة والمرافقة وخاصة الإلمام بكيفيّة التعامل مع التّلاميذ المراهقين والإصغاء إليهم ومرافقتهم.
ومن هنا انتهت الورشة إلى جملة من التوصيات أهمّها:
- طرح رؤية جديدة للمعرفة المتحرّكة والمحيّنة والمرقمنة.
- إعادة النّظر في التّقييمات محتوى وفاعليّة وفي طبيعة البرامج ومحتوياتها حتى لا يظلّ الرّسزب مكوّنا طبيعيّا من مكوّنات المنظومة التّربويّة.
- ضرورة بناء علاقة جديدة داخل المؤسسة التّربويّة عبر تفعيل آليات المرافقة والإصغاء وخاصة عبر مراجعة النظام التأديبي داخل المؤسسة التّربويّة.
- التّخلّي عن فكرة تضخيم مفهوم “التّفوّق في المدرسة” الذي أصبح أهمّ عوائق منظومتنا التّربويّة والمتمثّل في المناظرات النموذجيّة ومؤسساتها وفي تضخيم هاجس المعدّل وأهمّية الرتبة.
- إرساء ثقافة مدرسيّة حقيقيّة جديدة قوامها “أنسنة المدرسة”.