بعد نجاح الائتلاف التّربويّ التّونسيّ في تنظيم باكورة منتدياته التربويّة الذي التأم بمدينة الحمامات على مدى أيّام 22 / 23 /24 ديسمبر 2022 تحت عنوان:
“تطوير التّربية والتعليم في تونس ضرورة حتميّة ملحّة”
ها هو ذا يمضي قدما نحو إنجاز منتداه التربويّ الثاني الذي سيحمل هذه المرّة عنوان:
“إصلاح التّعليم في تونس: مشروع مجتمعي ورؤية استشرافيّة“
وذلك بمدينة الحمّامات أيّام 26/27/28 ديسمبر 2023.
ويندرج عقد هذا المنتدى في إطار حرص الائتلاف التربوي التونسي على الايفاء بالتزاماته تجاه عموم مكوّناته من جمعيّات تربويّة ونواد جامعيّة حريصة على لعب أدوارها وتفعيل مساهماتها في مقاربة الشأن التربويّ وتحمّل مسؤولياتها في السعي إلى تطوير المنظومة التربوية العموميّة والدفاع عن حقّ كلّ المواطنات والمواطنين في التعليم المنصف والجيّد والمستدام على قاعدة الإنصاف والعدالة وتكافؤ الفرص وتكريس ما نصت عليه كل الصكوك والعهود والمواثيق الدولية والقوانين والتشريعات الوطنيّّة التي تجعل من الحقّ في التعليم والمعرفة ركيزة لكلّ الحقوق الأساسيّة الكونيّة الأخرى ودعامة لا ينشد دونها أي نهوض مجتمعي أو رقيّ حضاري ولن تتحقق في غيابها أي تنمية شاملة مستدامة أو عدالة اجتماعيّة واقتصادية ضامنة للكرامة وللحق في الحياة خاصة وأن تحقيق هذه المرامي يبدو صعبا للغاية في ظل الوضع الرّاهن الذي يزداد تعقيدا وتشابكا رغم الاستقرار النسبي سياسيا الذي لم يفلح بعد في خلق مناخ اقتصادي واجتماعي ملائم لتحقيق النقلة النوعيّة المنشودة على المستوى التربويّ وما تتطلبه من إمكانيات مادية ولوجستية ومن برامج وخطط قابلة للإنجاز في المدى المنظور أو المتوسط ما يستدعي اعتبار الملف التربوي ملفا مجتمعيا حارقا وذا أولوية مطلقة لا تحتكره السلطة السياسيّة الحاكمة وحدها كما لا تتقاعس بقيّة مكوّنات المجتمع عن الانخراط الفعال في حل إشكالاته العويصة أو تحرم من حقها الشرعي في ذلك.
ومن هذا المنطلق يتنزل المنتدى التربوي الثاني ضمن نهوض الائتلاف التربويّ التّونسيّ بالاستحقاقات المستوجبة عليه في إطار دوره المجتمعيّ باعتباره مكوّنا رئيسيّا من مكوّنات المشهد التربويّ المدنيّ الوطنيّ ما يطرح عليه امتلاك رؤية شاملة ومتكاملة لشتى المحاور والملفات المتعلقة بهذا الشأن ويكرّس وجوده ليس كقوّة ضغط وإسناد من أجل تكريس الحق في التعليم للجميع فحسب بل كذلك كقوّة تفكير واقتراح ملمّة بتفاصيل الراهن وصعوباته وقادرة على استشراف المستقبل ومقتضياته وتحدّياته خاصة بعد شروع وزارة التربية في أولى خطواتها نحو تحسّس مسار إصلاح المنظومة التربويّة عبر إطلاق الاستشارة الوطنية حول إصلاح التعليم في انتظار تبيّن معالم المجلس الأعلى للتربية النهائيّة الذي نصّص عليه دستور الجمهورية التونسية 2022 وهما مسألتان على غاية من الأهمية لارتباطهما بقضايا أساسيّة ومحوريّة يتوقف عليها مستقبل التربية والتعليم في تونس ولحاجتهما من ناحية ثانية إلى رؤية نقدية متفحصة تستكشف ما حف بهما من نقاط غموض وما قد يعتريهما من مطبّات ومزالق قد يتعذر تلافي نتائجهما السلبية لاحقا.
كما سيعمل المنتدى على مزيد تعميق الرؤى وتنويع المقاربات حول جملة من الملفّات التربويّة دون أن يعني ذلك مجرّد مراكمة نظريّة لأطروحات قد لا تجد طريقها إلى التنفيذ لأسباب ذاتية أو موضوعية بل تبقى أهدافه الرئيسيّة التوصّل إلى بناء مشاريع تجمع بين قابلية الإقناع بجدواها والقدرة على التحول إلى برنامج عمليّ ييسّر تجسيدها منجزا واقعيّا فعليّا قد يحلّ معضلة من معضلات منظومتنا التّربويّة ويذلّل العراقيل والصعوبات التي تحول دون ذلك وهو ما يتطلب انطلاق هذه المباحث من عمليات مسح أو دراسة عيّنات ميدانيّة واستنادها إلى معطيات وإحصائيّات ومراجع رسميّة علميّة وموثّقة تسبغ عليها مصداقيتها وقدرتها على النفاذ إلى جوهر المسألة المطروحة سبيلا للاستكشاف ومنطلقا لطرح البدائل.
وانطلاقا من هذا سيتمّ تأثيث المنتدى بستّة محاور متكاملة يسلّط كل محور منها الضوء على قضيّة من القضايا التي تستدعي الاهتمام وتتطلب فيما بعد جهدا إضافيا للتعريف بها لدى الرأي العام التربوي والوطني وللتحاور حولها مع أصحاب القرار السياسي والأطراف المسؤولة عن الشأن التربويّ في تونس.
الإطار المرجعي (الورقة العلمية) للمنتدى التّربويّ التونسي الثّاني (2023):