المنتدى التربوي التونسي الثاني،  الورشة السّادسة: التّجارب التّربويّة: كيفيّة الاستثمار والتّطوير

بدأت المتدخلة بعرض أهمية المقاربة المنظومية لبناء المفاهيم والابتكار والإبداع وأنه لا يمكن الفصل بين السياق والمفهيم إذ لا بد من العودة إلى واقع المربّي والتحديات المحيطة به من جهة وإلى استراتيجيات النظام التربويّ من جهة أخرى دون التغاضي عن دور الوزارة وبرنامجها الوطنيّ ويبقى العنصر البشريّ مهمّا رغم تداخل الصعوبات النفسية والمادية وغياب الدافعية أحيانا ومع ذلك يبقى العمل فرصة للتمتع بالحياة وتحقيق الذات وتساءلت الأستاذة: لماذا نسعى إلى الابتكار والإبداع؟

ثمّ أجابت: إن الإبداع ذو بعد عرفاني وتحديدا بالمجال الفكري بينما يجسّد الابتكار كل ما هو فعلي وعملي وبيّنت أن المدرّس المبدع والمبتكر يعتمد على خبرته وعلى مهاراته في تحويل المعرفة ونقلها لإكساب المتعلمات والمتعلمين القدرة على الإبداع والابتكار وعلى التأقلم مع المتغيّرات.

إن الإبداع والابتكار حالة ذهنيّة وتمشّ عمليّ يرمي إلى تلبية حاجيات التلاميذ بذلك يعتبر التزاما يتعهد به كل الفاعلين التربويين بصفة تشاركيّة وتكمن أهمية الفكر المبدع والفكر المبتكر في تحفيز المتعلم حتى يكون مبدعا بدوره.

وقد انبنى تحليل علاقة البرامج بتنمية مهارات الإبداع والابتكار على مسلّمة: “كلّ فرد مبدع ويكمن الرهان في اكتساب مهارة تفعيله” والبرامج المدرسيّة تعرقل تعرقل هده المهارات أو تحفّزها”.

ثم أنهت العرض بتجربة مهنية شخصية تتمثل في ورشة فنية أعطيت فيها الحرية للطلبة لاختيار الشكل الفني التعبيري الذي يحبذونه قصد مساعدتهم على استكشاف الذكاءات المتعددة,

وقد تمحور النقاش حول:

  • عدم مواكبة المؤسسة التربوية والبرامج التعليمية لتطوّر الأجيال.
  • عدم توفر صفة التجديد والابتكار في العلاقة بين المربين والمتفقدين.
  • القطع مع التجارب الأجنبيّة المسقطة ضروريّ للتجديد والإصلاح.
  • الفاعل التربويّ الوصيّ على الموروث يعرقل فعل الابتكار والتجديد.
  • اكتساب التجربة المهنية سلاح ذو حدّين يمكن أن يعرقل أو يحفّز التقييم الذاتي والقدرة على التفكير.
  • غياب الآليات المتاحة للمربي حتى يجدد ويدفع التلاميد إلى الابتكار.
  • الخروج عن المألوف باعتماد امكانيات بسيطة هو فعل إبداعي.
  • التجديد يتطلب تشريك المجتمع المدني من خلال إعطائه الغطاء القانوني للتدخل في المؤسسات التربويّة لدعم فرص الإبداع والابتكار.

قدّمت المتدخلة عروض فيديو وشهادات حيّة حول تجربة تدريس الفلسفة للأطفال وبيّنت أن هذه التجارب تتمثل في ورشات تفكير تهدف إلى التربية على التفكير وتمحورت عروض الفيديو حول الحرية والإرادة واللامتناهي وانبنت على النقاش بين مجموعة الأطفال الذي أطهر ذكاء المشاركات والمشاركين من مدارس ابتدائية مختلفة (قمرت،ابن سينا،عوسجة،المدرسة الدولية).

أما الشهادات التي وردت على ألسنة أساتذة الفلسفة فتمحورت حول التربية على التفلسف كرهان ممكن وقد حاولت ورشة الفلسفة أن تقطع هذه التجربة مع الصورة النمطيّة لتدريس الفلسفة.

ويعتبر هذا التمشي بحثا في الطرق المتجددة لاستغلال شغف التلاميذ ومسرحة الدرس انطلاقا من أفكارهم كما كانت الشهادة الثانية حول تجربة نادي القراءة والتفكير الذي يبيّن أهمية دمج مختلف التعلمات وتداخلها في نماء التفكير وتطويره لدى الطفل.

وقد أكد على أهمية الأنشطة الثقافية التي يشرف عليها ومن بينها: التصوير الفوتوغرافي / الحوار والنقاش / الجوائز التحفيزية خلال المسابقات / استدعاء الفنانين…

وقد تمجور النقاش بين المتدخلين على:

  • أن الفنون التشكيليّة نافعة للخروج من الضغط وهي فرضة للتعبير كما تسمح بفهم شخصية الطفل ويمكن استثمارهافي المطالعة.
  • اقتراح إلغاء طابع المنافسة فالإبداع في حدّ ذاته يكوّن الإنسان وينمّيه,ويثمّنه.

وقد قدّم بعض المشاريع التربوية في ظل غياب الكتب المدرسية خاصة لأصحاب صعوبات التعلم مثل الإيقاظ العلمي.

  • استخدام السبورة التفاعلية ونجاعتها لتقريب المفاهيم في مختلف المواد وتوظيف تطبيقات KAHOOT و SCRATCH

ويسعى مشروعهنّ المشترك إلى تحقيق أهداف المنهاج التونسي لتدريس مادّة الإعلاميّة وذلك بـ:

  • التربية على النظم المعلوماتية.
  • السلم والتنمية المستدامة ووسائل الإعلام والمعلومة.

أما قيم المشروع فتتمثل في:

  • نشر ثقافة السلام ونبذ العنف وحماية الموارد.

وقد توصل التلاميذ من خلال هذا المشروع إلى:

  • تصميم تطبيقة هاتف محمول “يزّي” للتبليع عن العنف.
  • تصميم ملصق تفاعلي وشارة وألعاب NETOPOLY للتوعية بمخاطر الانترنات والسيطرة على النفس وحماية الموارد الطبيعية والمناخ.
  • النمذجة وفق المنهاج: بيوت مكيفة / زراعات في القسم / الريّ بالقلال / مبرّد بالطّاقة الشمسيّة

وتكمن إضافة هذا المشروع في:

  • انجازه بثلاث مؤسسات تربويّة مختلفة بعمل تشاركي بين التلاميذ عبر منصّة “TEAMS”  وإنتاج بيت نحل ذكي حتى لا ينقرض.
  • بعث جريدة الكترونية ومحاولة الحفاظ على التنوع البيولوجي:
  • جمع أغطية القوارير و رسكلة الزيوت المستعملة.

ويبقى الهدف الأساسي من هذا المشروع تعزيز روح التعاون والعمل التطوّعي اعتمادا على تمويل عمومي وذاتي وقد أكد جلّ المتدخلين في النقاش على أهمية النمذجة وتشجيع العمل وتثمينه.

يكمن مشكل  الرياضيات الأساسي في التجريد الممل والانضباط في التفكير واستنفار القواهد والإجراءات المعقدة مما يؤدي إلى نفور التلاميذ ويرى صاحب المبادرة أن الحل يكمن في دمج الرياضيات واللعب لإضفاء روح جديدة تجعلها مسليّة مثل ألعاب الأعداد والمنطق.

وقد تمخضت الورشة عن مجموعة من التوصيات:

  • تخفيف البرامج لإعطاء الفرصة للتلاميذ لاكتساب المهارات الأفقيّة.
  • ضرورة تعدد المسالك في التوجيه حسب رغبات التلميذ.
  • توفير الإطار القانوني لتدخل المجتمع المدني في المؤسسات التربوية.
  • إدماج المهارات ضروري في برامج التعليم وتقتيت الإبداع.
  • أهمية التوعية بضرورة بضرورة تداخل الموادّ المدرّسة ومهارات الحياة.
  • إشراف المختصين على التربية الفلسفية.
  • استثمار الفن التشكيلي في المطالعة وبعث مسابقات في هذا المجال.
  • كتابة دليل لنشرهذه التجارب وإرفاقها بالإجراءات العمليّة لتيسير توظيفها في مختلف المؤسسات التربويّة.
  • إدماج الوليّ وتشريكه في هذه التجارب.
  • إرساء نواد تقطع مع الصورة النمطية للتعلم.
  • اقتراح تبني المنتدى لمثل هذه المشاريع والمبادرات عبر معرض سنويّ,
  • السعي إلى مزيد إثراء التجارب وتبادلها.
  • دعوة الزميلات والزملاء إلى تكوين يقيّة الأساتذة وتحفيزهم على بعث مثل هذه المشاريع.

كما تمّ في آخر هذه الورشة الإعلان عن بعث الائتلاف التربويّ التونسي لجائزة “المربّي المبدع”  في 5 أكتوبر الموافق لليوم العالمي للمربيّ وسيفتح باب الترشح إليها على صفحته الرسمية أواخر شهر جانفي 2024.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top